قصة نزوح حرمت فتاة من حقها في التعليم

نزحت، منذ بدء الحرب في اليمن، إلى التوجّه للسودان، ومنذ حينها لم تستكمل دراستها

0

من التفوّق إلى الحرمان من التعليم، هذا ما تصنعه الحرب من حرمان حق أساسي من حقوق الإنسان، ذلك الحق الذي يصنع المُستقبل للفرد والأسرة والمجتمع.

كانت “ريان صلاح عشرين عام” واحد من الطالبات المتفوقات في المدرسة، ظلّت منذ الابتدائية وهي تحصد المراكز المتقدمة في نتائج الدراسة، وحتى وصلت إلى امتحان الشهادة الثانوية، اندلعت الحرب في اليمن فُحرمت من مواصلة التعليم ونزحت مع أسرتها خارج البلاد.

أسرتها سودانية، دخلت اليمن في الثمانيات ضمن المساعدات التعليمية التي قدمتها الكويت آنذاك، والدتها “منى” كانت معلمة وارتبطت بالمجتمع اليمني فقررت مع زوجها “صلاح” أن يبقوا في اليمن بقية حياتهم، خلّفوا الأطفال وارتبطوا بعلاقات جيدة مع المجتمع اليمني، بيد أن الحرب كان لها رأي آخر وأجبرتهم على المغادرة.

تركوا كل أغراضهم الشخصية وذكرياتهم الجميلة في اليمن ورحلوا مع من تم اجلائهم من اليمن، لم تكن “ريان” تعلم أنها ستعود أم لا، لكنها في كُل الحالات وجدت نفسها في بلد جديد، وحياة جديدة، كانت غريبة وسط أهلها التي لا تعرف أحد منهم، وجدت نفسها وحيدة بلا أصدقاء وبلا مدرسة ولا تعليم.

تركت منهجها المدرسي فوق طاولة المنزل وتركت معه أقلامها ودفاترها وأوراق نتائج الامتحانات ذات الدرجات العالية، تركت كل شيء وغادرت اليمن مع أسرتها، نازحة نحو السودان، لتفارق مدرستها وأصدقائها وبلدها.

لم يشفع ل”ريان” تفوقها الدراسي وشغفها نحو التعليم مثل أخواتها، حتى الدرجات العالية في امتحانات الفصل الأول والامتحانات الشهرية، لم تكن كافية من أجل مواصلة تعليمها الجامعي، لقد وصلت إلى السودان، وبالكاد استطاعت امتحان الثانوية العامة في السفارة اليمنية هُناك وحصدت نتيجة عالية، لكنها لم تتمكن من مواصلة التعليم الجامعي بسبب ارتفاع مبلغ الدراسة في السودان بالنسبة للطلاب غير السودانيين.

هذه هي السنة الثالثة بلا دراسة، تشعر خلالها بأنها بلا طموح، بلا أهداف، تعيش حياة متوقفة، مُتأثرة بوضع البلاد الذي دخل في دوامة عُنف وأجبر الكثير على النزوح، تاركين آمالهم وطموحاتهم ورائهم، باحثين عن حقهم في الحياة الآمنة والعيش الكريم.